دين الحق

دين الإسلام هو الدين الحق من رب العالمين

اخبار عاجلة

السبت، 14 أكتوبر 2017

أكتوبر 14, 2017

فقه النوازل


-- * ( فقه النوازل) * --
((تعريف علم فقه النوازل))
"معنى العلم" :
لغة : معرفة المعلوم.
اصطلاحا : حكم جازم لا يقبل التغيير.
"معنى الفقه" :
لغة   : فقَه بمعنى فهِم، فقِه: إذا سبق القهم على الآخر، وفقُه: الفقه كالسجية في نفسه.
اصطلاحا : العلم بالأحكام الشريعة العملية المكتسب من الأدلة التفصيلية.
"معنى النوازل" :
لغة: الشدة من الشدائد الدهر تنزل بالناس.
اصطلاحا :
عند الحنفية والمالكية المشرقية : الفتاوى والواقعات التي أفتى بها المتأخرون ولم يفت بها المتقدمون.
عند المالكية المغربية : القضايا والواقعات التي فصل فيها القضاة وفق الشريعة.
عند عامة الفقهاء : المسائل والوقائع المستجدة التي تستدعي حكما شرعيا.
*  فتعريف "علم فقه النوازل" : معرفة الأحكام الشرعية للوقائع المستجدات الملحة.
* ((فوائـــد)) :
علم فقه النوازل :
يعتبر قديما : من جهة حوادث غير منحصرة المسئولة عنها تحتاج إلى بيان الحكم.
يعتبر جديدا : من جهة أنها علم مستقل، لها أصول وضوابط.
قال الإمام السمعاني: (معنى صلاحية القرآن: مرونة نصوصها ومعرفة الله سبحانه وتعالى بما سيحدث من النوازل، فهيئ الله النصوص التي تليق بها) اهـ بالمعنى.
العلاقة بين الفقه والنوازل: أن بينهما عموم وخصوص من وجه، وهو أن الفقه خاص من ناحية عملية، وعام في المستجدات أم المتقدمات. بينما النوازل خاص في المستجدات، وعام في الأحكام، أي لا يختص بالعملية.
((خصائص النازلة))
"الوقوع" ،  بمعنى: الحلول والحصول. وخرج به: المسائل الافتراضية المقدرة.
"الجدّة" ، بمعنى: (1). عدم وقوع المسألة من قبل. (2) تجديد أسسها. (3) طروء مفسد عليها. وخرج بها: نوازل العصور السالفة فيما إذا تكرر وقوعها ولم يتغير فيها شيء مما سبق.
"الشدة"، بمعنى: أن تستدعي المسألة حكما شرعيا. وخرج بها: الأمراض غير المعهودة والكواريث الطبيعية اللهم إلا إذا تعلق بها حكم شرعي، مثل: مرض الإيدز وما يترتب عليه من الأحكام.
((أهمية الاجتهاد في النوازل المعاصرة))
بيان صلاح هذه الشريعة لكل مكان وزمان.
إيقاظ هذه الأمة إلى خطورة مسائل محرمة ابتلي بها جموع من المسلمين مع كونها خالفت قواعد الدين.
تحكيم الشريعة في جميع جوانب الحياة.
تجديد الدين وإحياء ما اندرس من معالمه.
ربط قوة الأمة الاسلامية والدفاع عن تأثير قوانين الغربية.
((حكم الاجتهاد في النوازل المعاصرة))
الحكم من "جهة العموم" :
الجواز بدون النظر إلى المجتهد أو غيره، بل شرح بعضهم بالوجوب الكفائي. وحكى الجصاص الاجماع عليه. هذا الحكم مبني على مسألة (هل النبي يجتهد؟!)، والأصح: أنه يجتهد في بعض الأحكام، واستشهد بقصة سليمان في سورة الأنبياء
المنع، وهو قول العلماء بعد قرون الأئمة الأربعة، بناء على أن باب الاجتهاد قد أغلقت.
الحكم على "جهة التفصيل" :
واجب : (1) أهل الاجتهاد، (2) المسألة ممايسوغ الاجتهاد فيها، (3) الوقت ضيق، (4) الحاجة قائمة.
مندوب : (1) أهل الاجتهاد، (2) الحاجة قائمة، (3) الوقت متسع.
محرم : (1) ليس أهلا للاجتهاد، (2) الحاجة غير القائمة، (3) المسألة مما لا يسوغ الاجتهاد فيها.
مكروه : (1) أهل الاجتهاد، (2) المسأ لة ليست واقعية، بل بعيدة الوقوع إلا إن قصد بذلك شغل الذهن.
مباح : (1) أهل الاجتهاد، (2) المسألة قريبة الوقوع، (3) الوقت متسع.
"تقسيم آخر" :
واجب عينا: (1) المجتهد المتعين له الاجتهاد، (2) الاجتهاد في حق نفسه.
واجب كفاية: (1) خوف فوات الحادثة، (2) يمكن سؤال غيره.
مندوب : قبل أن تقع المسألة [ولم يتم الشرح].
* ((تنبيـــه)) : ثمّ إذا وقعت نازلة لم يسبق أن بحثها أحد من العلماء، فقد اختلف في جواز الاجتهاد فيها على ثلاثة أقوال، وهي:
جمهور العلماء  : يجوز الاجتهاد فيها، وإصدار الفتوى بشأنها.
الامام أحمد وبعض أتباعه : لا يجوز الافتاء فيها، بل يوقف حتى يظفر فيها القائل.
ابن القيم  : يفرق في الموضوع النازلة، فإن كانت في مسائل الفروع يجوز الافتاء فيها، وإن كانت في مسائل الأصول فلا يجوز.
ولكن القول الثاني والثالث خارجان عن الفرض الذي فيه البحث؛ إذ إن الفرض أن لا يوجد نص سابق في النازلة، وإن النازلة في الفروع، وهل يتصور – بالمعنى السابق- أن تنزل نازلة في الأصول!! وحينئذ فالقول الأول أولى بالاتباع؛ للإجماع الفعلي عليه.
((أقسام النوازل المعاصرة))
"من حيث موضوع النازلة" :
نوازل فقهية : ما كان من قبيل الأحكام الشرعية العملية، مثل ما سبق.
نوازل غير فقهية، مثل: النوازل العقدية والمسائل اللغوية المعاصرة.
"من حيث أهمية النازلة" :
نوازل الكبرى: القضايا المصيرية التي نزلت بأمة الاسلام، مثل: البلايا التي تدبر للقضاء على المسلمين من قبل أعدائهم، والحروب المعلنة أو غيرها في شتى المجالات.
نوازل الصغرى، هي ما عدا النوازل الكبرى.
"من حيث كثرة الوقوع" :
نوازل لا يسلم في الغالب من الابتلاء بها أحد، مثل: التصوير.
نوازل يعظم وقوعها، مثل: التعامل بالبطاقات البنكية.
نوازل قد انقطع وقوعها واندثرت وصارت ناسيا منسييا، مثل: اللجوء السياسي.
"مبني على تفصيل معنى  «الجدة»" :
نوازل لا يوجد للفقهاء السابقين فيها نص، مثل: إجراء العقود عبر الاتصالات الحديثة.
نوازل منصوصة المبنية على أسس تغيرت: التي سبق وقوعها من قبل، لكنها تطورت من جهة أسبابها والواقع المحيط بها وتجددت في بعض هيئاتها حتى صار النظر كأنها نازلة جديدة. وتغير الأسس يقسم إلـى:
تغير الأسس الذاتية : الأمور التي لها دَخَل بالحكم الشرعي، والتي يتغير الحكم الشرعي بتغيرها، مثل: القول بعدم ربوية الأوراق النقدية.
تغير الأسس العرضية : الأمور التي تغير اسمها ولم يتأثر في الحكم الشرعي، مثل: البوفية مفتوح، وقع في السابق بمثل الحمام، الناس يتفاوتون في استخدام الماء مع أنهم دفعوا أجرة واحدة.
نوازل منصوصة، ولكن يؤدي الأخذ بنصها السابق في عصرنا إلى مفاسد, مثل: القول بجواز تزوير الأوراق النقدية.
((الاجتهاد))
"تعريفـــه" :
لغة : مأخوذ من الجهد بمعنى المشقة أو الوسع أو تحصيل كل ما فيه كلفة. وبعض أهل اللغة فرّق بين الجَهد والجُهد، فقال: أن الأول معناه المشقة، والثاني بمعنى الطاقة.
اصطلاحا : استفراغ الجهد في درك حكم شرعي. وفيه إشكال من عدة من وجوه، منها:
قوله : «درك حكم شرعي» يشمل الدرك عن طريق الظن والقطع أيضا، فهل يجوز الاجتهاد في القطعيات؟؟؟
قوله: «حكم شرعي» يشمل الفروع والأصول كذلك، فهل يجوز الاجتهاد في الأصول؟؟؟
*  ولذا، نرى" الإمام البيضاوي" عرّف الاجتهاد بأنه: استفراغ الجهد لتحصيل ظن على حكم شرعي. ومن الأصوليين مَن عرّفه بأنه ملكة في النفس.
((أقسام المجتهدين))
القسم الأول :" المجتهد المطلق".
العالم بكتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة [أي: أنه قادر على استنباط حكم شرعي فيها]. ومن الشروط التي ذكرها "علماء الأصول": (1). أن يكون بالغا(2). عاقلا (3). ذا ملكة [هيئة الراسخة في النفس يدرك بها المعلوم]، (4). فقيه النفس [شديد الفهم بالطبع لمقاصد الكلام] (5). عارفا بالدليل العقلي (6). ذا درجة الوسطى في اللغة العربية (7). خبيرا بمواقع الاجماع، والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، وشرط المتواتر والآحاد، وبالصحيح والضعيف من الحديث، وبحال الرواة في القبول والرد.
*  "مسألـــة" : «هل أغلق باب الاجتهاد أم لا ؟؟؟
تحرير محـــل النزاع :
محـــل الاتفاق : أنه مغلق إذا جاءت أشراط الساعة، وهي قربية القيامة.
محـــل الخلاف :
عند الجمهور : أنه مغلق.
عند الحنابلة  : أنه مفتوح ولا يمكن إغلاقه إلا أن جاءت الساعة.
والحقيقة أنه "لا دليل للجمهور" عن ذلك إلا سدا للذرائع بحجة فساد الزمان وانعدام الأهلية والخوف من دخول الساحة من لا يحسن. وقد اقتبس الشيخ القرضاوي من كلام ابن القيم ما معناه: «القول بإغلاق باب الاجتهاد قول بلا دليل عليه، ولا يعرف من قائله، ومهما يكن الأمر فقائله ليس أهل الاجتهاد حتى يعتبر قوله، إنما هو مقلد، والمقلد لا يقلد».
وحاول الشيخ البوطي أن يضع حبل الارتباط بينهما، حيث قال: «فإن أصحاب كل من الرأيين على حق بالنظر إلى المعنى الذي يتصورونه ويرمون إليه، فالاجتهاد قد أغلقت بابه فعلا مع بداية القرن الرابع، إذا كان مقصوده الاجتهاد المطلق الذي يبدأ أصحابه بوضع الأسس الاجتهادية واعتماد أصول الاستدلال. والاجتهاد لم يغلق بابه، بل هو مستمر إلى يومنا هذا، إن أريد به استعمال هذه الأسس والقواعد الثابتة في استخراج الأحكام من مصادرها الشرعية وفي مواصلة الاجتهاد في كل ما يجد من القضايا والأحكام».
ويرى الأستاذ مصطفى بن سميط بأنه ينبغي لنا أن نحكم الشريعة في ذلك والابتعاد عن الأهواء والتحجر، وعليه فمن توفرت فيه شروط الاجتهاد السابقة فهو المجتهد، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والملكة الفقهية: صفة راسخة في النفس تحقق الفهم لمقاصد الكلام الذي يسهم في التمكن من إعطاء الحكم الشرعي للقضية المطروحة.
ومفردات الملكة الفقهية:
فقه النفس : صفة في النفس جبلية تحقق لصاحبها شدة الفهم لمقاصد الكلام.
القدرة على استحضار الأحكام الشرعية العملية في مظانها الفقهة.
القدرة على استنباط الأحكام العملية من الأدلية التفصيلية.
القدرة على تخريج الفروع على الأصول وتخريج الفروع من الفروع والترجيح في المذهب.
القدرة على الترجيح إذا اختلف الفقهاء في مسألة من المسائل.
القدرة على التعبير عن مقصود الفقه ودفع الشبهات الواردة عليه.
القسم الثاني : " المجتهد المتجزؤ الاجتهاد".
معناه : أن يكون الفقيه مجتهدا في باب دون غيره، ويعرَّف الاجتهاد الجزئي بالاختيار، أي هو الذي استنبطه المختار عن الأدلة الأصولية بالاجتهاد.
وقد اختلف العلماء في  جواز الاجتهاد المتجزئ على ثلاثة أقوال:
الجواز مطلقا :
وصححه أكثر الأصوليين؛ لأنه قد يمكن العناية بباب من الأبواب الفقهية حتى يحصل المعرفة بمأخذ أحكامه، وإذا حصلت المعرفة بالمأخذ أمكن الاجتهاد.
المنع مطلقا :
لأن المسألة في نوع من الفقه ربما كان أصلها نوعا آخر منه، فلا تكتمل شرائط الاجتهاد في جزء حتى يستقل بالفنون كلها.
التفصيل :
فما كان من الشروط كليا، كقوة الاستنباط ومعرفة مجاري الكلام وما يقبل من الأدلة وما يرد وننحوه فلا بد من استجماعه بالنسبة إلى كل دليل ومدلول، فلا تتجزأ تلك الأهلية.
وما كان خاصا بمسألة أو المسائل إذا استجمعه الإنسان بالنسبة إلى ذلك الباب مع الأهلية؛ كان فرضه في ذل الجزء الاجتهاد دون التقليد.

الجمعة، 13 أكتوبر 2017

أكتوبر 13, 2017

الإقتصاد الإسلامي

الاقتصاد الإسلامي
 
 
عاش العالم الإسلامي الانحطاط قروناً عديدة ، فكان الانهيار الاجتماعي والضعف اللذان يسرا سبيل السيطرة الأجنبية ، فكانت سبباً في زيادة  التفكك والتدهور . ولوحظ هذا التدهور بوضوح في كل جوانب حياة المسلمين . وصاحبه الفقر والتفاوت الفاضح في الدخل والثروة والظلم الاجتماعي الاقتصادي ، والتفسخ الاجتماعي ، والعجز عن الإبداع . لكن هناك حقيقة لا يمكن إنكارها ، وهي أن جموع المسلمين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإسلام في كافة أنحاء العالم الإسلامي ، وهي تواقة بكل إخلاص إلى صحوة الإسلام وسيادة الإسلام .
إثر قرون الانحطاط تلك لم يعد لمجتمعنا ذلك الرونق الروحي للإسلام وإذا ما اتخذنا أساساً للمجتمع الإسلامي المثالي المعايير المهمة الثلاثة قوة الخلُق وأواصر الأخوة القوية ، والعدل الذي لا يتطرق إليه الفساد ، فإن الدول الإسلامي تعطي صورة محزنة ، ليست أقل حزناً من مثيلتها في بقية أنحاء العالم .
 
فكان لا بد من إحياء القيم الإسلامية ونشطت حركات الإصلاح على الدوام في العالم الإسلامي بالرغم من المعوقات التي وضعتها في طريقها مراكز القوى الأجنبية والمحلية والتي وجدت أن إحياء الإسلام يهدد مصالحها ، ومع تزايد نشاط هذه الحركات لقد حققت نجاحاً متزايداً إلا أنها لم تستطع حتى الآن أن تنفذ في العمق إلى قلب المجتمع الإسلامي . لذا تتطلب الأمة الإسلامية تحولاً كاملاً ، لا يمكن تحقيقه بمجرد بعض التغييرات التجميلية في بضعة قطاعات من المجتمع أو الاقتصاد بل يقتضي ذلك رفع مستوى الإنسان المسلم ، وإصلاح كافة جوانب المجتمع الإسلامي ، الاقتصادية والسياسية .
 
إن إقامة النظام النقدي والمصرفي الإسلامي لا تحتاج مع ذلك إلى انتظار تحقيق المجتمع الإسلامي المثالي الواعي أخلاقياً . ذلك لأن نظام المشاركة الإسلامي لا يتطلب بالضرورة بيئة إسلامية كاملة ، بل يمكن تطبيقه بنجاح حتى في البلدان غير الإسلامية . لكن وجود البيئة الإسلامية الواعية أخلاقياً والمتجهة إلى العدالة مما يقوي النظام ، ويمكنه من حمل ثمار أطيب وبوفرة أعظم .
 
ومن الخطأ مع ذلك الانتقال من النظام النقدي والمصرفي الرأسمالي التقليدي السائد حالياً في العالم الإسلامي إلى النموذج الإسلامي العادل بضربة واحدة ، أو خلال مدة قصيرة جداً فهذه المحاولة ربما تخنق النظام كله ، وتسبب ضرراً عظيماً للاقتصاد ومن ثم للإسلام فعملية الانتقال يتعين أن تكون تدريجية وعلى مراحل . ويجب أن تصاحبها إصلاحات أخرى في المجتمع .
 
للنظام النقدي والمصرفي دور مهم يتعين أن ينهض به في الاقتصاد الإسلامي ولا بد أن يسهم في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية الكبرى للإسلام ولا بد أيضاً من أن يستمر هذا النظام في أداء وظائفه العادية المرتبطة بحقله الخاص ، وأداء الوظائف التي تؤديها النظم المصرفية الأخرى ولا بد من تحقيق بعض الأهداف الوظائف المهمة في النظام النقدي والمصرفي الإسلامي ومنها رفاهة اقتصادية عامة وعمالة كاملة ، ومعدل أمثل للنمر الاقتصادي ، وعدالة اقتصادية اجتماعية ، وتوزيع عادل للدخل والثروة ، واستقرار قيمة النقود ، لكي تكون واسطة التبادل وحدة حسابية موثوقة ، ومقياساً عادلاً للمدفوعات المؤجلة ومستودعاً ثابتاً للقيمة ، وتعبئة واستثمار المدخرات في التنمية الاقتصادية ، بطريقة تؤمن عائداً عادلاً لكافة الأطراف المعنية ، تقديم كل الخدمات المتوقعة عادة من النظام المصرفي ، بطريقة فعالة . ربما يقال إن أهداف ووظائف النظام النقدي والمصرفي الإسلامي ، لا تختلف عن مثيلاتها في النظام الرأسمالي . صحيح أن هناك تشابه ظاهري ، لكن في الحقيقة هناك اختلاف كبير بينهما نتيجة الاختلاف في مدى التزام كل من النظامين بالقيم الروحية والعدالة الاقتصادية والاجتماعية والأخوة الإنسانية ، فإن الأهداف الإسلامية هي جزء من العقيدة والأيمان لا يمكن انتهاكه وفيها من القداسة .

  1. https://www.bestchange.com/?p=376202

أكتوبر 13, 2017

عدة السائر إلى الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي فتح باب الوصول إليه وجند صفوة الخلق من رسله وأنبيائه ووراثهم للدلالة  عليه أشهد أنه الله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له شهادة تمتلئ القلوب بنورها ويعظم ساعة الوقوف بين يدي الله جذلها وسرورها وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله  وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
سوف نتكلم عن تجاوز العقبات السبع في السير إلى الله عز وجل
ذكر الإمام حجة الإسلام الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه الذي سماه منهاج العابدين في الطريق إلى جنة رب العالمين ذكر مسلكا ومنهجا للطريق إلى الله عز وجل قسم فيها مراحل السير إلى الله تعالى إلى سبع مراحل وفصل الحديث عن كل مرحلة وأورد سبع عقبات في الطريق إلى الله عز وجل وقد ذكر أن السائر إلى الله عز وجل أو ما يتحرك في قلبه انبعاث طلب الوصول إلى الله وهو خاطر رباني يقذفه الله تعالى في قلب العبد
فإذا أقبل المؤمن ليطلب السير إلى الله تقابله العقبة الأولى-العقبة هي المكان المرتفع الذي يعترض في الطريق فيحتاج الإنسان إلى الصعود ليتجاوزه

والعقبة الأولى هي: عقبة العلم, أي أنه بحاجة إلى أن يتعلم لأن السير إلى الله يتطلب معرفة, هذه المعرفة أوحى الله تعالى بها إلى أنبيائه ورسله ونقلها إلينا المؤتمنون فلا يتأتى للإنسان أن يسير إلى الله بالجهل, على الأقل يحتاج إلى أن يتعلم فرض العين من العلوم وهو مالا يسع المؤمن أن يجهله ثم يحتاج إلى شيء من التوسع في شؤن سيره إلى الله تعالى, فيحتاج إلى التعلم ليتجاوز عقبة العلم فإذا تجاوزها وأقبل يريد العبادة يريد التقرب إلى الله تعترضه العقبة الثانية

العقبة الثانية هي أنه يتذكر ذنوبه ومعاصيه والقبائح الذي ارتكبها فإذا أراد المؤمن أن يتوجه إلى الله وجد هذه العقبة أمامه (كيف أقبل على الله وأنا ملوث بالذنوب) فيحتاج إلى التوبة  لأن التوبة تجب ما قبلها فإذا تاب وتحقق بصفات التوبة وأراد أن يقبل على الله تلقته عقبة ثالثة

العقبة الثالثة: هي عقبة العوائق- التي تعوق سيره إلى الله تعالى- والعوائق في السير إلى الله تعالى ثلاثة
حب الدنيا ومعناه التعلق بها على نحو يشغل عن الله
الرغبة في المكانة بين الخلق- حب الشهرة- فيرتكب الأخطاء ليرضي الناس عنه ويسخط الله تعالى
النفس الأمارة بالسوء تشغله عن الله تعالى بشهواتها ورغباتها فيحتاج إلى مجاهدتها ليصل إلى الله تعالى ويتخطاها فإذا أقبل على الله تلقته

العقبة الرابعة : هي عقبة العوارض أي الأمور التي تتعرض للإنسان فتشغله تشتته والعواض هي ما يتعلق بالخوف على الرزق كيف سآكل وكيف سأشرب غدا ينقص راتي أو اطرد, ربما أفقد تجارتي ربما الصفقة هذه تتعرض للخسارة أيضا الخوف من الأخطار التي تحصل للإنسان لا سيما في زماننا هذا زمان الفتن والمشاكل وأيضا البلايا والشدائد التي حصلت له فهي تعرض له فتشغله عن الله عز وجل وأيضا قضاء الله تعالى يعرض القضاء في أمر لم تكن قد حسبت له الحساب فكيف تتعامل معه, فيشغلك عن الله أم أنك تتجاوز الانشغال عن الله بالانشغال بالله وهذه العقبة الربعة التي تعرض للإنسان في سيره إلى الله تعالى فإذا تعداها وتخطاها تستقبله العقبة الخامسة

العقبة الخامسة: وهي تسلل الملل إليه لما طالت عليه الطريق الباعث الذي كان حيا في قلبه بدأ يضعف فيحتاج إلى ما يجدد همته ويحركها في السير إلى الله عز وجل فإذا تيسر له بفضل الله تعالى وتجاوز هذه العقبة الخامسة في سيره إلى الله ليستقبل العقبة السادسة


العقبة السادسة: القوادح وهي أمراض القلوب التي تمنع القبول مثل الرياء والعجب والكبر هذه كلها محبطات للأعمال تذهب فضل العمل وبركته ونوره فيتخل من الرياء ليتحقق بالإخلاص ويتخلص من العجب فيشهد منة الله تعالى عليه يتخلص من الكبر فيتواضع لعظمة الله كيف أعظم خلق الله أدبا مع الله سبحانه وتعالى لا أغتر بعبادتي فأسقط من عين الله تعالى فهذ الأمراض تقدح في أثر العمل على القلب فإذا عالجها وتطهر قلبه من القوادح التي تحول بينه وبين جني ثمرة الطاعة انفتحت أمامه أبواب الوصول إلى الله ودخل إلى جنة القرب يقول بعض العارفين إن لله جنة في الدنيا لا تقل لذة عن جنة الآخرة وهي جنة المعرفة بالله تعالى فإذا دخل المؤمن وهو في الدنيا جنة المعرفة بالله وأصبح وأمسى وهو في بحبوحة الأنس بالله والقرب من الله قابلته العقبة الأخيرة

العقبة السابعة: وهي عقبة الشكر كان بعض السلف يقول حبس النعمة الشكر أي أن النعمة زوالة فيحتاج الإنسان إلى حبسها لتدوم له وحبسها هو بالشكر فيحتاج المؤمن أن يفقه ما هو الشكر وكيف يشكر وماهي مراتب الشكر ثم يعمل ليتحقق بحقائق هذا الشكر فهناك شكر باللسان وهو الحمد وشكر بالأعضاء وهو الاستقامة على الطاعة وشكر بالقلب وهو الترقي في مراتب المعرفة بالله والخضوع لعظمته وهناك شكر بالروح وهو عروجها في معارج الحب لله تعالى وشكر بالعقل وهو أن توجه العقل في التدبر والتفكر وشكر بالنفس وهو ترقيها إلى الرضا إلى الكمال وهناك شكر بالذات وهو تحقق الذات بالعبودية المحضة لله تعالى

وهذه العقبات السبع المقصود من حياتنا كلها  أن نتعداها فلا تأتي ساعة الموت إلى وقد نزلنا في بحبوحة الشكر لله تعالى
وهذه العقبات السبع من الناس من يحتاج إلى سنة لكي يقطعها ومنهم من يحتاج إلى عشر سنين ومن الناس من يبلغ الستين والسبعين وهو يحاول قطعها ولا يزال في الطريق  ومن الناس من تطوى له في ليلة ! نعم ففضل الله سبحانه واسع وسوح جوده عظيمة لكن الذي أخرنا نحن أنا لم نوسع في قلوبنا أنوار حسن الظن بالله ولو استشعرنا حسن الظن بالله لفتح لنا أبواب فضله فتأملوا سبحان الله!!
الله تعالى جعل العديد من أسمائه متقابلة سمى نفسه العفو وفي المقابل المنتقم سمى نفسه اللطيف في المقابل الجبار المعطي في المقابل المانع النافع في المقابل الضار
ولكن سمى نفسه القريب ولم يسمي نفسه البعيد  لكنه سمى نفسه العزيز ومن مقتضيات عزته أن لا يصل إليه إلا من صدق في طلب الوصول إليه لكنه قريب قال تعالى: (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)) صدق الله العظيم نسأل الله أن ينفعني بما كتبت وينفعك بما قرأت
انتهى بتصرف (الحبيب علي الجفري)

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

أكتوبر 10, 2017

مراتب الأحكام التكليفية في الشريعة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

تدور تشريعات الإسلام بنواحيها المختلفة في خمس مراتب من جهة إلزاميتها:
١- المرتبة الأولى: الفروض والواجبات، وهي ما طلبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على جهة الإلزام فالمطيع فيها مثاب مأجور، والعاصي فيها آثم مأزور، ومن ذلك الصلوات الخمس، الزكاة، الصيام، الحج، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحسن الخلق، والتوبة من الذنوب، وصلة الأرحام، والكسب الحلال، والإنفاق على الزوجة والأولاد وغيرها من فرائض الإسلام.

٢- المرتبة الثانية: السنن والنوافل، وهي ما طلبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على جهة الندب والاختيار لا على جهة الأمر والإلزام، فيأجر الله المطيع فيها ولا يؤاخذ المقصر فيها، لكن الإتيان بها يدل على محبة العبد لربه جل وعلا وقد جاء في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:(( وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعذني لأعيذنه )) والسنن المندوبة باب واسع من أبواب الخير ومنه التنفل في العبادات كالصلاة والصيام والصدقة في غير الفرض، والاستغفار وذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وطفل الأرملة واليتيم وغيرها الكثير التي يطول ذكرها.

٣- المرتبة الثالثة: المباحات، وهي التي لا يترتب عليها جزاء في الآخرة كالطعام والشراب واللباس والنوم والزواج والتجارة وكل مايحتاجه جسم الإنسان من المباحات، ولكن هذه تصبح عباد بمجرد اقترانها بنية صالحة كالأكل للتقوي على طاعة الله ويوضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:(( وفي بضع أحدكم صدقة )) قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال:(( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر! فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر)).

٤- المرتبة الرابعة: المكروهات، وهي ما جاء فيها نهي من الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن ليس على جهة التحريم وإنما على جهة الكراهة والتنزيه، وهي مما يعفو الله عنه إذا كان للتنزيه ولكنه يثيب عليه إذا تركه العبد طاعة لله تعالى، ومن أمثلتها التشاغل عن ذكر الله تعالى بالغوص في أمور الدنيا التافهة والجدال بغير حق والنوم على بطنه والكلام بعد صلاة العشاء إلا إذا كان للعلم أو مجالسة الرجل أهله وكذلك كلام الدنيا في المساجد والسؤال من غير الله وغيرها كثير مذكورة في كتب أهل العلم.

٥- المرتبة الخامسة: المحرمات، وهي التي يعاقب الله تعالى على فعلها ويثيب على تركها طاعة له جل وعلا، كالظلم وسفك الدم بغير حقه والزنا والربا والغش والخداع والتكبر والخيلاء وهتك أعراض الآخرين وتكفير المسلم والصد عن دين الله وشرب الخمر والسرقة والردة قال تعالى:((قل ٱنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون))، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:(( إن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الا هل قد بلغت- ثم رفع أصبعه السبابة إلى السماء وأشار بها إليهم- وهو يقول:(( اللهم فاشهد اللهم فاشهد)) .

وزاد بعضهم قسمين:
١- الصحيح ٢- الفاسد (وهذين القسمين يختصان بالمعاملات فهي توصف بعد حليتها أو حرمتها بهذين القسمين إما صحة وإما فساد )

وبهذا نكون قد انتهينا من تقسيم مراتب الأحكام الشرعية التي وردت في الشريعة الإسلامية