بسم الله الرحمن الرحيم
تدور تشريعات الإسلام بنواحيها المختلفة في خمس مراتب من جهة إلزاميتها:
١- المرتبة الأولى: الفروض والواجبات، وهي ما طلبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على جهة الإلزام فالمطيع فيها مثاب مأجور، والعاصي فيها آثم مأزور، ومن ذلك الصلوات الخمس، الزكاة، الصيام، الحج، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحسن الخلق، والتوبة من الذنوب، وصلة الأرحام، والكسب الحلال، والإنفاق على الزوجة والأولاد وغيرها من فرائض الإسلام.
٢- المرتبة الثانية: السنن والنوافل، وهي ما طلبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على جهة الندب والاختيار لا على جهة الأمر والإلزام، فيأجر الله المطيع فيها ولا يؤاخذ المقصر فيها، لكن الإتيان بها يدل على محبة العبد لربه جل وعلا وقد جاء في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:(( وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعذني لأعيذنه )) والسنن المندوبة باب واسع من أبواب الخير ومنه التنفل في العبادات كالصلاة والصيام والصدقة في غير الفرض، والاستغفار وذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وطفل الأرملة واليتيم وغيرها الكثير التي يطول ذكرها.
٣- المرتبة الثالثة: المباحات، وهي التي لا يترتب عليها جزاء في الآخرة كالطعام والشراب واللباس والنوم والزواج والتجارة وكل مايحتاجه جسم الإنسان من المباحات، ولكن هذه تصبح عباد بمجرد اقترانها بنية صالحة كالأكل للتقوي على طاعة الله ويوضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:(( وفي بضع أحدكم صدقة )) قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال:(( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر! فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر)).
٤- المرتبة الرابعة: المكروهات، وهي ما جاء فيها نهي من الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن ليس على جهة التحريم وإنما على جهة الكراهة والتنزيه، وهي مما يعفو الله عنه إذا كان للتنزيه ولكنه يثيب عليه إذا تركه العبد طاعة لله تعالى، ومن أمثلتها التشاغل عن ذكر الله تعالى بالغوص في أمور الدنيا التافهة والجدال بغير حق والنوم على بطنه والكلام بعد صلاة العشاء إلا إذا كان للعلم أو مجالسة الرجل أهله وكذلك كلام الدنيا في المساجد والسؤال من غير الله وغيرها كثير مذكورة في كتب أهل العلم.
٥- المرتبة الخامسة: المحرمات، وهي التي يعاقب الله تعالى على فعلها ويثيب على تركها طاعة له جل وعلا، كالظلم وسفك الدم بغير حقه والزنا والربا والغش والخداع والتكبر والخيلاء وهتك أعراض الآخرين وتكفير المسلم والصد عن دين الله وشرب الخمر والسرقة والردة قال تعالى:((قل ٱنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون))، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:(( إن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الا هل قد بلغت- ثم رفع أصبعه السبابة إلى السماء وأشار بها إليهم- وهو يقول:(( اللهم فاشهد اللهم فاشهد)) .
وزاد بعضهم قسمين:
١- الصحيح ٢- الفاسد (وهذين القسمين يختصان بالمعاملات فهي توصف بعد حليتها أو حرمتها بهذين القسمين إما صحة وإما فساد )
وبهذا نكون قد انتهينا من تقسيم مراتب الأحكام الشرعية التي وردت في الشريعة الإسلامية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق